قال أمير المؤمنين رضى الله عنه: لا محبة مع مراء.
اقول: المراء المجادلة والمخالفة، والمحبة الميل الدائم بالقلب الهائم وقال الجنيد رحمه الله: المحبة افراط الميل بلانيل، وقيل ايثار المحبوب على جميع المصحوب، وقيل: موافقة الحبيب في المشهد والمغيب، واختلف في اصلها في اللغة، قال بعضهم: من الحب بمعنى صفاء بياض الاسنان ونضارتها سمى بذلك لصفاء القلب بها، وقيل، من الحباب وهو ما يعلوا الماء عند المطر الشديد، فعلى هذا: المحبة غليان القلب عند التعطش والاحتياج الى لقاء المحبوب، وقيل من حباب الماء بفتح الحاء بمعنى معظمة، سمى بذلك لان المحبة معظم مهمات القلب، وقيل من اللزوم والثبات، يقال احب البعير إذا برك فلا يقوم، فكأن المحب لا يبرح بقلبه عن ذكر محبوبه، وقيل: من الحب وهى الخشبات الاربع التى توضع عليها الجرة، فوجه التسمية به انه يتحمل عن محبوبه جيمع ما اصاب من جهته وجميع ذلك ينبئ عن الموافقة، والمراء مجادلة ومخالفة فلا يجتمعان، فمن ادعاها مع المراء فهو كاذب.