PDA

توجه ! این یک نسخه آرشیو شده میباشد و در این حالت شما عکسی را مشاهده نمیکنید برای مشاهده کامل متن و عکسها بر روی لینک مقابل کلیک کنید : إيّاك والغيبة



گل یاس
2014_04_14, 03:04 PM
إيّاك والغيبةإنّ لكلّ ذنب من الذنوب صورته التي يكون عليها فاعله في عالم البرزخ، والغيبة هي من كبائر الذنوب التي ورد في الروايات التحذير منها، و أمّا الصورة التي يكون عليها مرتكبها كما ورد في الرواية عن رسول الله] : مررت ليلة أسري بي على قوم يخمشون وجوههم بأظفارهم، فقلت: يا جبرئيل من هؤلاء؟ فقال: هؤلاء الذين يغتابون الناس ويقعون في أعراضهم.هذه هي صورة مرتكب الغيبة في البرزخ، فليتدبّر إلانسان في هذه العاقبة التي يصل إليها لو أنّه فرّط في مراعاة ذلك في الدنيا، فسرور ساعة في هذه الدنيا باستغابة إنسان يورث ندامة لا تقاس بها كلّ أفراح الدنيا. علاج الغيبة كيف يعالج لاإنسان حالة الغيبة؟ وهي أمر يُبتلى به إلانسان في مجالس متعدّدة، وفي كلّ يوم؟أوّلاً: على لاإنسان أن يستحضر لاإنسان دائماً خطورة هذا الذنب، وذلك باستحضار ما تقدّم من الصورة البرزخيّة له، مضافاً إلى أن يتصوّر لاإنسان نفسه في مكان ذلكالشخص الغائب الذي يتناوله بالحديث وذكر عيوبه، فهل يرضى لنفسه ذلك؟ألست إنساناً كذلك الذي تستغيبه، وما يمنع من وقوعك فيما وقع فيه، حتّى تقوم بذكر عيوبه، إنّ أفضل رادع لك عن الغيبة أن تتذكّر أنّك قد تقع في نفس ذلك العيب، ففي الرواية عن لاإمام عليّ في النهي عن غيبة الناس: «و إنّما ينبغي لأهل العصمة والمصنوع إليهم في السلامة أن يرحموا أهل الذنوب والمعصية، ويكون الشكر هو الغالب عليهم، والحاجز لهم عنهم، فكيف بالعائب الذي عاب أخاه وعيّره ببلواه؟!أمّا ذكر موضع ستر الله عليه من ذنوبه ممّا هو أعظم من الذنب الذي عابه به؟! وكيف يذمّه بذنب قد ركب مثله؟! فإن لم يكن ركب ذلك الذنب بعينه فقد عصى الله فيما سواه ممّا هو أعظم منه، و أيم الله! لئن لم يكن عصاه في الكبير وعصاه في الصغير، لجرأته على عيب الناس أكبر.ثانياً: الغيبة من حقوق الناس، ولا شكّ في أنّ حقوق الناس ترتبط بهم، فإذا وقَعت في الغيبة فإنّك تجعل في عنقك حقّاً لمن اغتبته، وهذا لا تتخلّص منه بمجرّد الاستغفار والتوبة، بل إنّ خروجك من هذا الذنب يتوقّف على أن يعفو هو عنك ويصفح هو عن حقّه، وإ ف إنّك مطالب بهذا الحقّ في يوم القيامة، ولذا كانت الغيبة من أشدّ الذنوب، ففي الرواية عن الرسول : الغيبة أشدّ من الزنا قيل: وكيف؟ قال: الرجل يزني ثمّ يتوب فيتوب الله عليه، و إنّ صاحب الغيبة لا يُغفر له حتّى يَغفر له صاحبه . تأثير الغيبة على الطاعاتإنّ بعض العبادات اليوميّة التي يقوم بها إلانسان ويلتزم بها كالصلاة، لا يمكن أن تؤثّر أثرها على نفس لاإنسان، لتجعله مستحقّاً للثواب لاإلهيّ الموعود إذا كان مبتلى بالغيبة، فقد ورد في الرواية عن رسول الله « : من اغتاب مسلماً أو مسلمة لم يقبل الله تعالى صلاته ولا صيامه أربعين يوماً وليلة، إلّا أن يغفر له صاحبه .( نعم قد تجهد نفسك في المستحبّات، وفي ظنّك أنّ هذا سينفعك في يوم القيامة، و أنّك تثقل بذلك ميزان أعمالك، وتفتح طريق الجنّة أمامك في يوم القيامة، ولكنّك ستفاجأ في يوم القيامة، بخلو كتابك من لاأعمال الصالحة، حيث ينكشف لك أنّ عملك باطل بسبب غيبتك، ففي الرواية عنه « : يؤتى بأحد يوم القيامة يوقف بين يدي الله ويدفع إليه كتابه فلا يرى حسناته، فيقول: إلهي ليس هذا كتابي! فإنّي لا أرى فيها طاعتي؟! فيقال له: إنّ ربّك لا يضلّ ولا ينسى، ذهب عملك باغتياب الناس، ثمّ يؤتى بآخر ويدفع إليه كتابه فيرى فيه طاعات كثيرة، فيقول: إلهي ما هذا كتابي!فإنّي ما عملت هذه الطاعات! فيقال: لأنّ فلاناً اغتابك فدُفعت حسناته إليك.