PDA

توجه ! این یک نسخه آرشیو شده میباشد و در این حالت شما عکسی را مشاهده نمیکنید برای مشاهده کامل متن و عکسها بر روی لینک مقابل کلیک کنید : الحكمة في عدم تكرار قصة يوسف في القرآن



گل یاس
2014_04_14, 01:04 PM
الحكمة في عدم تكرار قصة يوسف في القرآن .
إن من المعروف عن سمات القصص القرآني ظاهرة التكرار ؛ وهو أن تتكرر القصة في أكثر من موضع من القرآن ، كما في قصة موسى عليه السلام ، وقصة نوح عليه السلام وغيرهم من الأنبياء ، ولكن نجد أن قصة يوسف عليه السلام لم تتكرر في أي موضع من القرآن ؛ فقد جاءت في موضع واحد ، وهنا يطرح السؤال نفسه:ماالحكمة في عدم تكرار قصة يوسف عليه السلام،وسوقها مساقاً واحداً في موضع واحد دون غيرها من القصص؟،والحكمة في عدم تكرارها كما يراها بعض علمائنا الأجلاء تتجلى فيما يلي: فيها من تشبيب لنسوة بيوسف عليه السلام ، وتضمنها أخباراً عن حال امرأة ونسوة افتتن بأروع الناس جمالاً ، وأرفعهم منالاً ، فناسب عدم تكرار ما فيها من الإغضاء والستر عن ذلك ؛ ولأنها اختصت بحصول الفرج بعد الشدة ، بخلاف غيرها من القصص ؛ فإن مآلها إلى الوبال كقصة نوح وهود وقوم صالح عليهم السلام وغيرهم ؛ فلما اختصت بذلك اتفقت الدواعي على نقلها لخروجها عن سمات القصص. وفي عدم تكرارها إشارة إلى عجز العرب ، كأن النبي صلى الله عليه وسلم قال لهم : إن كان من تلقاء نفسي تصديره على الفصاحة فافعلوا في قصة يوسف ما فعلت في قصص سائر الأنبياء (صفوة التفاسير: محمد علي الصابوني . بيروت ، دار القرآن الكريم ، ص 52) ، وثمة أمر آخر وهو أن سورة يوسف نزلت بسبب طلب الصحابة أن يقص عليهم ، فقد روي الواحدي والطبري يزيد أحدهماعلى الآخر عن سعد بن أبي وقاص أنه قال : أُنزل القرآن فتلاه رسول الله صلى الله عليه وسلم على أصحابه زماناً فقالوا - أي المسلمون بمكة - يا رسول الله لو قصصت علينا ، فأنزل الله ﴿ الر تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْمُبِينِ * إِنَّا أَنزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَّعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ * نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ﴾فنزلت مبسوطة تامة ليحصل لهم مقصود القصص من استيعاب القصة وترويح النفوس بها،والإحاطة بطرفيها،استخلاصاً لعبرها ودلالاتها .وأقوى ما يجاب به أن قصص الأنبياء عليهم السلام إنما تكررت لأن المقصود بها إفادة إهلاك من كذبوا رسلهم وآذوهم ؛ والمواقف التي يعيشها النبي تستدعي ذلك التكرير ؛ ذلك لتكرير تكذيب الكفار لرسول الله صلى الله عليه وسلم ، فكلما كذبوا أنزلت قصةٌ منذرةٌ بحلول العذاب كما حل على المكذبين ؛ ولهذا قال تعالى:﴿ قُل لِلَّذِينَ كَفَرُواْ إِن يَنتَهُواْ يُغَفَرْ لَهُم مَّا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُواْ فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الأَوَّلِينِ﴾وقال أيضاً :﴿أَلَمْ يَرَوْاْ كَمْ أَهْلَكْنَا مِن قَبْلِهِم مِّن قَرْنٍ مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ مَا لَمْ نُمَكِّن لَّكُمْ وَأَرْسَلْنَا السَّمَاء عَلَيْهِم مِّدْرَارًا وَجَعَلْنَا الأَنْهَارَ تَجْرِي مِن تَحْتِهِمْ فَأَهْلَكْنَاهُم بِذُنُوبِهِمْ وَأَنْشَأْنَا مِن بَعْدِهِمْ قَرْنًا آخَرِينَ ﴾ وقصة يوسف لم يقصد منها ذلك.