PDA

توجه ! این یک نسخه آرشیو شده میباشد و در این حالت شما عکسی را مشاهده نمیکنید برای مشاهده کامل متن و عکسها بر روی لینک مقابل کلیک کنید : قصص نهج البلاغه



گل یاس
2014_04_07, 04:11 PM
عليّ(عليه السلام) يقف على قبرالزهراء(عليها السلام)

صلّى أميرالمؤمنين(عليه السلام) صلاة الظهر وأقبل يريد المنزل إذااستقبلته الجواري (فضّة وأسماء بنت عميس) باكيات حزينات، فقال(عليه السلام) لهنَّ: ما الخبر ومالي أراكن متغيرات الوجوه والصور؟
فقالوا: يا أميرالمؤمنين أدرك ابنة ابن عمك الزهراء، وما نظنك تدركها.فأقبل أميرالمؤمنين(عليه السلام) مسرعاً حتى دخل عليها، وإذا بهاملقاة على فراشها، وهي تقبض يميناً وتمد شمالا... فأقبل حتى أخذ رأسها وتركه فيحجره، وناداها: يا زهراء، فلم تكلمه، فناداها: يا بنت محمّد المصطفى، فلم تكلمه،فناداها: يا بنت من حمل الزكاة في طرف ردائه وبذلها على الفقراء، فلم تكلمه،فناداها: يا بنت من صلّى بالملائكة في السماء مثنى مثنى، فلم تكلمه، فناداها: يافاطمة، كلميني فأنا ابن عمك عليّ بن أبي طالب.قال: ففتحت عينيها في وجهه ونظرت إليه وبكت وبكى وقال: ما الّذيتجدينه فأنا ابن عمك عليّ بن أبي طالب؟فقالت: يا ابن العم إنّي أجد الموت الّذي لابدّ منه ولا محيص عنه،وأنا أعلم أ نّك بعدي لا تصبر على قلة التزويج، فإن أنت تزوجت امرأة اجعل لها يوماًوليلة واجعل لأولادي يوماً وليلة، يا أبا الحسن ولا تصح في وجوههما فيصبحان يتيمين غريبين منكسرين، فإنّهما بالأمس فقدا جدّهما واليوم يفقدان أُمّهما، فالويل لاُمّةتقتلهما وتبغضهما، ثمّ أنشأت تقول:

ابكني إن بكيت يا خير هادي *** واسبل الدمع فهو يوم الفراق
يا قرين البتول أُوصيك بالنسل ***فقد أصبحا حليف اشتياق
ابكنى وابك لليتامى ولا تنـ *** ـس قتيل العدى بطف العراق
فارقوني فأصبحوا يتامى حيارى *** يخلف الله فهو يوم الفراق

فلما أكملت الزهراء(عليها السلام) وصيتها انتقلت روحها الطاهرة إلى بارئها تشكو ظلم الظالمين، فلما واراها وألحدها في لحدها هاج به الحزن، فأنشأ هذه الأبيات:


أرى علل الدنيا عليَّ كثيرة *** وصاحبها حتى الممات عليل
لكلّ اجتماع من خليلين فرقة *** وإن بقائي عندكم لقليل
وإن افتقادي فاطماً بعد أحمد *** دليل على أن لا يدوم خليل

ثمّ قال(عليه السلام): السَّلاَمُ عَلَيْكَ يَا رَسُولَ اللهِ عَنِّي، وَعَنِ ابْنَتِكَ النَّازِلَةِ فِي جِوَارِكَ، وَالسَّرِيعَةِ اللَّحَاقِ بِكَ!قَلَّ يَا رَسُولَ اللهِ، عَنْ صَفِيَّتِكَ صَبْرِي، وَرَقَّ عَنْهَاتَجَلُّدِي، إِلاَّ أَنَّ لِي فِي التَّأَسِّيِ بِعَظِيمِ فُرْقَتِكَ، وَفَادِحِ مُصِيبَتِكَ، مَوْضِعَ تَعَزّ، فَلَقَدْ وَسَّدْتُكَ فِي مَلْحُودَةِ قَبْرِكَ،وَفَاضَتْ بَيْنَ نَحْرِي وَصَدْرِي نَفْسُكَ.(إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ)، فَلَقَدِ اسْتُرْجِعَتِ الْوَدِيعَةُ، وَأُخِذَتِ الرَّهِينَةُ! أَمَّا حُزْنِي فَسَرْمَدٌ، وَأَمَّالَيْلِي فَمُسَهَّدٌ، إِلَى أَنْ يَخْتَارَ اللهُ لِي دَارَكَ الَّتِي أَنْتَ بِهَامُقِيمٌ.وَسَتُنَبِّئ كَ ابْنَتُكَ بِتَضَافُرِ أُمَّتِكَ عَلَى هَضْمِهَا،فَأَحْفِهَا السُّؤَالَ، وَاسْتَخْبِرْهَا الْحَالَ. هذَا وَلَمْ يَطُلِ الْعَهْدُ،وَلَمْ يَخْلُ مِنْكَ الذِّكْرُ.وَالْسَّلاَمُ عَلَيْكُمَا سَلاَمَ مُوَدِّع، لاَ قَال وَلاَ سَئم،فَإنْ أَنْصَرِفْ فَلاَ عَنْ مَلاَلَة، وَإِنْ أُقِمْ فَلاَ عَنْ سُوءِ ظَنٍّ بِمَاوَعَدَ اللهُ الصَّابِرِينَ»(1)

(1) شرح نهج البلاغة لابن أبي الحديد 10/265.

.